بقلم: لزهر دخان
طرابلس العاصمة الليبية التي كانت ليست طرية اللحم بالنسبة لأسنان الإرهاب وغيره من الباحثين عن مقتلها أو جرحها أو حتى خدشها خدشاً بسيطاً قد يسبب لها في الفلاتان الأمني أو الفوضى أو الفشل السياسي. الذي كان لا يمكن أن يحدث في ظل وجود طرابلس القوية أمنياً في فترة حكم الراحل معمر القذافي لليبيا. التي دامت أكثر من أربعين سنة . منذ قام بثورته التي أطلق عليها إسم ثورة الفاتح في الفاتح من سبتمبر أيلول 1969 م. وإلى غاية سقوطه بثورة فبراير في العام 2011م .
يعرف عن طرابلس العاصمة أنها كانت تحتضن عشرات الجنسيات. ممثلة في مئات الألاف من المقيمين غير الليبين .الذين كانت أغلبيتهم من العرب. فالأفارقة فالأسيوين والأوربين القادمين من أوربا الشرقية . ويعرف عنها أنها كانت لا تقوم بتفتيش المقيمين فيها نهائياً. ولا تشترط عنهم إثبات هوياتهم بقبضة أمنية محكمة . ولا تخشى عن أمنها منهم بقدر ما تستضيفهم بفخر وكرم عربي منقطع النضير . وهذا يعني أنها كانت قوية أمنياً من حيث أدائها الأمني الذي ساعدها على الصمود أمنة أطول مدة ممكنة من الوقت.
…. وكما تعود لسان المدينة طرابلس أن يقول .. ” يا سبحان الله ” ها هي الدنيا تستغرب من ما ألت إليه طرابلس من الفلتان الأمني. الذي تقف أمامه عاجزة كأنها لم تكن تحسن الحل والربط .. أو لا تحسن التدبير .. اليوم الجمعة 17 مارس أذار 2017 م شهد حركة إحتجاجية من أنصار القوات المسلحة الليبية بقيادة خليفة حفتر . وهذه الحركة الإحتجاجية شهدت الإعتداء عنها من قبل مسلحين مجهولين قاموا بالهجوم عن المحتجين المحتشدين في كل من ساحة الشهداء .وهي ما يعرف بالساحة الخضراء في طرابلس . وهي منطقة تظم كم هائل من المنشأت الليبية الحيوية. التي من بينها أربعة بنوك رئيسية ووزارة العدل والمتحف الوطني وسوق الذهب الكبير ..إلخ ..
وكذلك تجمع المحتجين في ميدان الجزائر .وهو مكان جميل يظم البريد المركزي .وجامع مميز كبير ومقهى تعرف بإسم مقهى الفنجان .. طالما شربت فيها الشاي والقهوة ..سعدت بأيامي شبابي التي كانت غربة مميزة داخل طرابلس العاصمة .التي عشت فيها سبعة أعوام ونصف ..بدون أن أتخيل ذات يوم أنها ستفقد القدرة على ظبط الأمن .
واليوم وعندما فقدت طرابلس الأمن . تظاهر الموالين لخليفة حفتر يطالبون بطرد الملشيات المسلحة من التجمعات السكانية في طرابلس . وللأسف ليس هناك أمن طرابلس المتعود على تلبية نداء مواطنيه على الرحب والسعة . ولم يجد المواطن … إلا الرحب والسعة على يد الجبناء .. الذين ربما تكون الخمر قد ذهبت بروؤسم … أو ربما تكون طرابلس قد ملآت كؤوسهم وشحذت فؤوسهم عناداً فيم لآنها لا تخشاهم .. فجلهم قد ماتوا على يديها يوم كانت أمنة … وبداخلها بيوت لمئات الألاف من جميع الجنسيات …