كتب لزهر دخان
في الوقت الذي كانت فيه قطر تنتظر ردة فعل محمودة من الرباعية العربية التي دعتها إلى الحوار . كانت الرباعية تريد أن ترى قطر بين العين والبندقية. إما قتيلة أو مستمرة في رفع الأيدي التي ستكبل بعد الإستسلام . وبالأمس طالبت الرباعية العربية القطريين بعدم السعي لتبيض الإرهاب بنية الحوار . واليوم ومن الجامعة العربية أكد مندوب السعودية هناك أنه ليس لدى السعودية نوايا مفادها تغيير النظام في دولة تميم وأشقائه وإبيه ولكن تبقى السعودية قادرة على فعل أي شيء تريده .
ونحن في ظل هذا وذاك .أي الذي فعلته السعودية والذي فعلته قطر. ما زلنا نتذكر أن قطر لها نفس الميزة التي قال مندوب السعودية لدى جامعة الدول العربية أحمد قطان أنها ميزة سعودية . وقطر تبقى ربما لا تسعى إلى تغيير النظام السعودي ولكنها فاعلة في العالم والعالم العربي والغرب وسيما أمريكا وقادرة على فعل ما تريد .. وقريبا ستنضم كاس العالم لكرة القدم وقد تنضمه وحده .وقد تنظم إلى جانبه مجموعة حروب عربية عربية .يكون على إثرها مثلا سقوط الأمن القومي الخليجي ثم بعض الأنظمة في الخليج. وعلى رأسها دولة بن سلمان وأعمامه وشقيقهم الملك سلمان .
لدى جامعة الدول العربية بتاريخ 14 أيلول سبتمبر 2017م كانت كلمة وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري سلطان بن سعد المريخي . الذي كان يحضر عن بلاده إجتماع وزراء الخارجية العرب في قمتهم العربية العادية . وقد قال الرباعية تسعى إلى قلب نظام الحكم في قطر . وبعدما قالها جاء دور أحمد قطان الذي كان دبلوماسي سعودي يعرف الفرق بين الحرب والعيب .فقال أن توجيه تهمة التأمر من أجل إسقاط نظام قطر إلى بلاده وحلفائها يعتبر من العيب وقال أن بلاده لن تلجاأولم تلجأ إلى مثل هذه الأساليب الرخيصة.
وربط أحمد القطان قدرة السعودية على الفعل ورد الفعل بمشيئته سبحانه وتعالى .وقال أن على القطرين أن يعودوا إلى رشدهم ويربطوا مسألة القدرة على الدفاع عن النفس به . أي أنه زكى بلاده ونظامها عند الله وإتهم القطرين بالخزي والعار وسوء الجوار …إلخ.؟
وكان المريخي قد أضحك أحمد قطان في إجتماع الوزراء العرب. عندما قال أن إيران لها مساعي شريفة ونظيفة في العالم والمنطقة العربية . ولم يعجب الدبلوماسي السعودي بما قالته الخارجية القطرية. وعبر عن عدم رضاه بوجهه المستاء من شتاء خليخي في عصرنا هذا وتكون فيه إيران شريفة .
وقال قطان أن إيران بالنسبة لقطر شريفة. ولكنها في نظر البحرين والكويت وبلاده ليست إلا متئامرة ولها شبكات تجسس .
وعبر قطان عن غضبته بأسلوب خاطيء .عندما قال مرة أخرى أمام الوزراء العرب أن بلاده قادرة على الدفاع على الرياض ،والعالم العربي ضد كل المتئامرين. وهذا بالنسبة للعرب خداع وتظليل. ولا يمكن أن يصدق العرب أننا في أحسن حال. وستخلصنا الرياض من العدو ..ولو كان صغيرا ًبحجم قطر … نحن نعرف أننا لا نستطيع الخلاص من غضب الأمير الجميل تميم إبن حمد .
ورغم أن قطر فعلتها ووأدت مبادرة الخليج التي كانت من أجل النجاة وكانت آن ذاك مكالمة هاتفية بين بن سلمان والأمير تميم . وكانت المكالمة حسب تصريح قطان مبادرة من قطر . تبقى قطر في نظر العرب هي دولة كانت وما زالت تدعم أحرار العالم العربي عن طريق وسائل إعلامها الحرة. التي كبدت النظام العربي خسائر كبيرة بعد وقبل وأثناء الربيع العربي . ولهذا السبب الواضح يجب أن تفهم هي وشعبها لغة البراميل المتفجرة عن بعد . والجميع يعرف أن قطر كنظام هي الهدف …وباقي الأهداف ليست أهداف بالنسبة للرباعية .والسبب بسيط جداً وهو كون الرباعية قادرة على الخلاص من كل الإرهاب بدون المساس بأمن النظام في قطر ..أو حتى بصداقته الحميمة.
قطر التي وحسب قول القطان (ما قامت به قطر يعبر عن حقيقة عدم رغبتها في الحل وإستمرارها في المراوغة والإلتفاف، بدلًا من أن تأخذ الأمور بجدية)
هي دولة عربية مفهومة السياسة . وقد عاشت عقودا من الزمن محسوبة على دولة إسرائيل . وهي في الأساس متهمة بالترويج لحماس الحركة الفلسطينية غير الإرهابية بالنسبة للحلم اليهودي في المنطقة . أي أن قطر كانت تربي حماس على حسن التعايش جنبا لجنب مع إسرائيل .والتنازل عن المطالبة بكل التراب الفلسطيني والإستعداد للتفاوض والحوار والمطالبة فقط بما طالبت به فتح .وهو دولة مستقلة تقام على حدود أراضي سنة1967. وعاصمتها القدس ولكن وقبل أن تكمل قطر مهمتها إنقضت عليها الرباعية العربية وأجبرتها على التعامل المنتهية صلاحيته مع حماس وغيرها من فصائل الجهاد والمقاومة في العالم العربي . وهذا يعني أن الخطة في الرياض لا تحترم أحد في سبيل الوقوف في وجه زحف الإسلامين نحو تغيير النظام في الخليج والعالم العربي . وبالتالي إيقاف قطر قبل أن تواصل دعم أي دولة إسلامية جديدة في الوقت الحالي .. وهذا سبب كافي يجعل من النظام السعودي يسعى جاهدا إلى إسقاط الأمن والنظام في قطر. قبل أن تكمل قطر عملية إسقاط أي شيء مماثل في العالم ..وهذا لا يمكن أن يكون بدون أن تكون الرياض نفسها هي التي تتولى مهمة دعم المجاهدين والمتحررين في العالم ..فكيف ستحل الرياض محل قطر حتى تهوي قطر.؟.. هل ستجاهد علناً أو ستبقي الأمر سر.