تحقيق نسرين يسرى
مصطلح “الحاسة السادسة” مصطلح متداول بين جموع الناس والمقصود به الإشارة إلى القدرة على الفهم والإحساس بما يتجاوز قدرات الحواس الخمسة ويشاع أن لكل منا حاسة سادسة تختلف عن حواس السمع والبصر واللمس والشم والتذوق، وإن كان البعض يرى أن الحواس الخمسة تتضافر جهودها وإمكاناتها سويا لتكون الحاسة السادسة ويجتهد الكثيرون في إيجاد الأداة والوسيلة المناسبة للتعبير عن أحاسيسهم والكشف عن إدراكهم للأمور الذي يفوق قدرات الآخرين، وهذا الأمر متعارف عليه منذ القدم وتختلف وسائل الكشف عن الأسرار ومعرفة المجهول، ومن المعروف لدى الجميع أن للحاسة السادسة دوراً كبيرا في ذلك، حيث تختلف قدرات الفرد مع اختلاف طبيعة شخصيته وقدراته الذهنية وفى هذا التحقيق اسعدنى الحوار مع الخبير حسين خليل الخبير فى علم الطاقة الحيوية والتأمل وباحث فى علوم وما وراء الطبيعية والخوارق وكان السؤال ما هى الحاسة السادسة دكتور والعوامل التى تؤثر … ؟
اسرار من علوم ما وراء الطبيعةوعلاقتها بمسمي الحاسة السادسة
لوحظ قديما وحديثا أن ثمة إعدادا متزايدة من البشر من مختلف الأعمار تبرز لديهم قدرات تمكنهم من القيام بأعمال يعجز عنها الآخرون وتتجاوز المدى الحسي المتعارف عل وتحدث من غير وسائط حسية منها القدرة على التواصل مع الآخرين تخاطريا ورؤية أحداث خارج المدى الحسي العادي ومعرفة أمور تحدث في المستقبل والتأثير في الناس والأشياء الأخرى والاستشفاء وتحريك الأشياء وإلحاق الأذى بالآخرين وتعطيل وتدمير الأشياء الأخرى .. وعلوم الاخفاء للاشياء .. والتنويم المغناطيسي والرياضيات الحسابية المعقدة .. الخ
يعرف كلا منا حواسه الخمسة الأساسية (الإحساس، الرؤية، الشم، السمع والتذوق ) ، ولكنه في خضم ظروف الحياة القاسية ينسى أو يتناسى الحاسة السادسة والتي تعتبر الخيط الرفيع الذي يربطه بالعالم الأخر الغير منظور ، ويؤكد الباحثون على أن تلك الحاسة تعمل بدون الاعتماد على الحواس الفيزيائية الأخرى ، حيث يمكن الاتصال بين شخصين في مكانين منفصلين بواسطة الاتصال الروحي أو كما يطلق عليه البعض التخاطر.
والحقيقة أن الحاسّة السادسة هي جزء منك سواء أردت أم لم ترد، فهي جزء طبيعي من العقلية البشرية ، وليست حكرا على الأشخاص الموهوبين ، وقد زود كل إنسان منذ اللحظة الأولى التي يخرج فيها للحياة بما يمكنه من الاتصال بالعالم الروحي والذي يتخلص فيه من الجسم المادي ويسمو بروحه التي تحركه حيثما تشاء، وهى نفس النظرية التي استخدمت الإلكترون في نقل المعلومات عبر الأجهزة مثل التلفزيون والراديو.
وبما أن هناك شفافية في بعض الناس يكتشفون من خلالها حقائق كلغة العيون والشعور عن بعد بما يحدث لمن تحب ومبادلة من تحب نفس المشاعر والأحاسيس، ولذا نقول في المثل الشعبي: ” القلوب عند بعضها ” و” من القلب للقلب رسول” ولو عن بعد وهذا أمر خاضع لتلاقي الأرواح وصفاء النفوس
ما هي الحاسة السادسة
الحاسة السادسة : لفظ يطلق على بعض الظواهر الغريبة التي قد يعجز العلم عن تفسيرها . ولكن ما هو التعريف العلمي لها.
تعرف بأنها إحساس فطري لا إرادي بعيد عن المنطق يمكن صاحبه من معرفة المجهول والتنبؤ بالمستقبل، وأغلب الناس يمتلكون مثل هذه الحاسة وبدرجات متفاوتة ، وبما أن الإنسان العادي ليس له وسيلة اتصال بالمستقبل فإنه من المرجح أن يعتمد على الروح لاكتشاف المستقبل المجهول فهي نفحة من الله ولها قدرات عظيمة لا تدركها العقول ، وكان قديما يعتقد بأن تلك الحاسة خرافة وليس لها تفسير علمي ولكن، الدراسات العلمية الحديثة أثبت أن الحاسة السادسة لدى كل إنسان وتظهر بصورة واضحة عند الشعور بالخطر، وتوجد فعليا في جزء من المخ يتعامل مع حل الصراعات .
يقع موضوع الحاسة السادسة في علم النفس الحديث في مجال الباراسيكلوجيا أو علم نفس الخوارق او علوم ما وراء الطبيعة . او المصطلح الباراسيكولوجي والاسم الشائع نظرا لعدم الاتفاق على تسمية عربية موحدة له .
العلماء يؤكدون وجود الحاسة السادسة
مصطلح يشمل الظواهر النفسية الخارقة كالإلهام والتخاطر والاستبصار والرؤية عن بعد .. وما يزيدها غموضاً هو عدم اكتشاف مكانها داخل الجسم أو علاقتها بأي عضو فيه.. ولكن لم يتوقف العلماء حيث اجريت عدة دراسات وبحوث على يد العديد من الباحثين وعلماء النفس وسنحاول التطرق بذكر بعض من هذه الدراسات والاستنتاجات .
الحاسة السادسة عند الإنسان
أثبتت التجارب أن الكل يمتلك الحاسة السادسة العباقرة ، والبسطاء الكبار والصغار الإنسان العادى والفنان والكاتب ، حتى أن آلكثير من الناس يعتقدون أن السر وراء عبقرية العديد من المشاهير مثل فرويد وآينشتاين ونيوتن وبيل جيتس، وغيرهم من العباقرة الذين حفروا أسمائهم بحروف من نور في التاريخ هو امتلاكهم للحاسة السادسة، لاشك أن الإنسان كلما اقترب من الفطرة وكلما كان تلقائيا بسيطا ومرتبطا بالطبيعة كلما زادت الحاسة السادسة لديه لأنه قد يعتمد عليها في أمور حياتية كثيرة، فقبائل أفريقيا تستطيع عن طريق هذه الحاسة توقع التقلبات الجوية أو معرفة أماكن المياه في الأرض وبعض مظاهر تقلبات الطبيعة الأخرى .
كذلك المرأة تزيد لديها الحاسة السادسة عن الرجل وقد يعود هذا إلى إحساس المرأة الدائم بعدم الأمان والقلق من جانب الرجل ولذا فهي تستخدم التوقعات والهواجس لمعرفة المستقبل الغامض لكي لا تفاجأ أو تصدم في أمور حياتها، فهي سريعة لقراءة واستنباط أسرار وحركات المحيط الغامض.
وقد استخلصت الدراسات التي أجرتها العديد من العلماء المتخصصين أن أغلب الناس لديهم الحاسة السادسة، وعن طريقها تتحقق تخميناتهم أو استبصاراتهم بشكل أو بآخر خلال حياتهم اليومية. ليس من الضروري أن يتنبأ الشخص بحادث خطير أو أمر بالغ الأهمية حتى يقال: إنه موهوب بالحاسة السادسة، بل يكفي أن يدق جرس الهاتف ويخطر على البال أن المتحدث صديق قديم لم يتصل بك منذ أمد طويل، وما أن ترفع السماعة حتى تسمع صوته ويتحقق حدسك، وهذا مظهر من مظاهر الحاسة السادسة.
وقد يحصل للبعض ان يحدث نفسه قائلا .. إنني لست متفائلاً برؤية هذا الشكل لأنّه يجلب لي التعاسة والعكس يحصل عند بعض الناس ، وربما يتنبأ بوقوع شؤم ٍ ما إذا صادفه طائر البوم وقد يحصل ..ويوم الإثنين لن أذهب لأنني أتشاءم بالذهاب إلى الفرح في هذا اليوم وربما يحصل .. ورؤية البحر تجلب لي الحظ والسعادة وقد يحصل والشك والظن في أشخاص مقربين بأنّهم سيسيئون وقد يحصل وربما اليوم سألتقي مع شخص أحبّه وقد يحصل وربّ صدفة ٍ خير من ألف ميعاد كما يقال .
إلاّ أنّ جميع هذه الوقائع والظواهر قد تحدث وقد لا تحدث وقد تصيب تماما ً لكنها ليست مقياسا ً على إنّنا نملك حاسة سادسة زائدة عن حواسنا الخمس المعروفة – اللمس – البصر – السمع – الذوق – الشم ..
العوامل التي تؤثر على الحاسة السادسة
أن الحاسة السادسة تنشط في الشخص ذاته أحياناً وتخبو وتصاب بالخمول أحياناً أخرى، والسبب هو أن كافة مظاهر الإدراك الحسي الخارق ترتبط وفق الارتباط بمحيط نفسي أخر قوامه : صفاء الذهن، وهدوء الأعصاب، واعتدال المزاج، وعناصر شخصية ونفسية أخرى كلما كانت في حالة جيدة تنشط الحاسة السادسة والعكس عندما تكون في حالة رديئة تخبو ويقل نشاطها.
وبما ان العلماء يؤكدون على ان البلهاء والبدائيين لديهم القدرات الخارقة أقوى من غيرهم فهذا يعزز الرأي القائل بأن الحاسة السادسة لا تعتمد على الذكاء إذ ان الذكاء يتدخل في التفكير التحليلي المنطقي الذي لا نعتقد بأن البلهاء والبدائيين يستخدمونه ، حتى هؤلاء الذين يتمتعون بحاسة سادسة قوية لابد لهم من شرط أساسي يتيح لحاستهم استقبال الإشارات دون تشويش، هذا الشرط هو توفر حد أدنى من صفاء الذهن واعتدال المزاج.
الفرض القائل ان الإنسان مع مراحل تطوره التي مر بها اخذ يفقد تلك القدرة تدريجيا نتيجة اعتماده على ما تقدمه المخترعات والتكنولوجيا واستخدامه للطرق الاستقرائية والمنهج المنطقي المعتمد على المدركات بوساطة الحواس الخمس فكان هذا سببا لضمور الحاسة التي يمتلكها، لكن الإنسان البدائي بحاجة لها واستمر على استخدامها لذلك نراها حاضرة عنده وقوية.
متى تقوى ؟ ومتى تضعف ؟
لقد أجريت دراسات مطولة أثبتت أن الإنسان يستطيع أن يرسل إشارات حسية للغير، كما يستقبل من الغير إشارات، أو يحس بأحداث أثناء وقوعها في مكان بعيد، بل حتى قبل وقوعها، وأثبتت أيضاً أن بعض الموهوبين يستطيعون التأثير على أفكار الغير، فيوحون إليهم بفكرة ما أو سلوك معين عن طريق الاتصال الخاطري الحسي البحت، كما يستطيع بعضهم قراءة أفكار الغير والشعور بالأخطار التي تحدق بهم.
وأبسط مثال لذلك في حياتنا اليومية أن هؤلاء الذين يتورطون في مأزق خطير أو يقعون في ضيق أو تنتابهم الأمراض والآلام، يتذكرون أحب الناس إليهم من الأقرباء، وقد يستغيثون بهم ويستحضرونهم في مخيلاتهم، يشعر هؤلاء الأقرباء بغصة، أو تطرأ عليهم ظواهر عضوية كخفقان القلب ورفيف الجفون، والانقباض النفسي، وقد يصارحون المحيطين بهم آنذاك بمخاوفهم، وبأنهم يستشعرون خطراً يحيط بهم من الناس.
الحاسة السادسة ” الباراسيكولوجي” والعلم الحديث
لقد جرى اختبار للظواهر والقدرات فوق الحسية كالتخاطر والتنبؤ والجلاء البصري اختبارا وافيا بحيث أنها لاقت قبولا علميا من قبل العلماء، وفضلا عن ذلك توجد أدلة على أن بوسع معظم الناس اكتشاف وتطوير مثل هذه القدرات في أنفسهم ، ومن الجدير بالذكر أنه بعد أن ازدهرت دراسات وأبحاث الظواهر والقدرات الباراسيكولوجية وتأكدت أنها حقيقة لدى بعض البشر تجرى الآن اختبارات مكثفة في كثير من بلدان العالم للإفادة منها في مختلف المجالات، فقد بادر العلماء والمهتمون والمعاهد والمؤسسات والجامعات منذ اوائل هذا القرن الى ارساء اساليب تجريبية وابتكار طرائق لكشف الجوانب المختلفة لهذه الظواهر والقدرات وحددت تقريبا انواعها المختلفة، كما تمت دراسة صلة بعضها بالبعض الآخر والاستفادة من تطبيقاتها في مختلف مجالات الحياة العسكرية والطبية والاقتصادية والسياسية والصناعية والزراعية والزمنية والجيولوجية والهندسية،وفي تطبيق القدرات الفردية في مجالات الحياة اليومية وغيرها،
وهكذا فإن بروز الباراسيكولوجي بصفته ظواهر وقدرات خارقة – كمظهر لتجلي قدرة الله في خلقه وخلاصة القول .. ومع احترامي لكافة العلماء والمتخصصين في هذا المجال .. الا ان اغلب ما ذكر من ابحاث ونتائج لا يمثل الا نسبة بسيطة من الحقائق بل هي قشور هذه العلوم الغامضة والاسرار مازالت عالقة في اذهان عدد محدود جدا من الموهوبين في العالم ولن تجد الا القشور في الكتب المتاحة بالاسواق …
وفى نهاية الحوار أشكر الخبير حسين خليل على المعلومات القيمة