في سابقة خطيرة هي الأولى من نوعها استهدف تفجير سبع ناقلات نفط عملاقة في ميناء الفجيرة الإماراتي من بينها الناقلة العملاقة المرزوقة والميراج والمجد والأميجال وخمسا 10.
وزارة الخارجية الإماراتية أكدت في بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء الرسمية “وام” أنّ عددا من السُفن التجارية الضخمة تعرضت لعمليات تخريبية قرب المِياه الإقليمية للدولة فجر اليوم قرب إمارة الفجيرة على بعد حوالي 115 كيلومترا من إيران ونفت وقوع أي أضرار بشرية.
وأشارت إلى أن العمليات التخريبية لم تنتج عنها أي أضرار بشرية أو إصابات كما لا يوجد أي تسرب لأي مواد ضارة أو وقود من هذه السفن و يجري التحقيق حول ظروف الحادث بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية ولم توضح الوزارة ظروف الواقعة النادرة في المياه الإماراتية.
يأتي هذا التأكيد بعد أن نفى المكتب الإعلامي لحكومة الفجيرة صحة التقارير التي تحدثت عن انفجارات في ميناء الفجيرة ويؤكد أن حركة العمل في الميناء تجري وفق المعتاد ويدعو وسائل الإعلام إلى تحري الدقة والاعتماد على المصادر الرسمية.
قناة الميادين المقربة من إيران هي أول من نقلت الخبر عن مصادر خليجية مشيرة إلى أنه لم تتضح طبيعة الانفجارات غير أن النيران اشتعلت في عدد من ناقلات النفط التي كانت راسية في الميناء وعددها بين 7 و 10 ونقلت أيضا عن شهود أن طائرات عسكرية أميركية وفرنسية حلقت فوق الميناء وفي سماء المنطقة كلها وانه تم تطويق كامل للمنطقة التي وقعت فيها الانفجارات في ميناء الفجيرة.
الخارجة الإماراتية قالت إن السفن الأربع التي وقعت فيها أعمال التخريب كانت أجنبية دون إعلان هويتها في حين ذكرت عدد من وسائل الإعلام الإيرانية أن اثنتين من السفن تحملان علم الإمارات واثنتين تحملان علم السعودية وخامسة تحمل علم الدومينيكان.
حادثة التفجر هذه لم تأتي اعتباطا ولم تكن صدفة إنما قد تم التخطيط لها مسبقا وبكل دقة فقبل يومين حذرت الإدارة الأمريكية للملاحة البحرية من أنّ إيران قد تستهدف سُفنا تجاريةً أمريكيةً بما يشمل ناقلات النفط وأنّ القوات الأمريكية رفعت حالة التّأهب القصوى في المنطقة.
العديد من الأسئلة تطرح نفسها بقُوة حول من هي الجهة المسئولة عن هذه التفجيرات؟ وما هي طبيعتها؟ والآلية التي استخدمت في عملية التفجير؟ وهل التوقيت كان مقصودا أو مجرد صدفة؟
تشير العديد من التحليلات إلى أن التفجيرات تُعد ضربة قوية وجهتها إيران للإمارات كون الإعلان عنها جاء عبر قناة الميادين الممولة من إيران إضافة إلى تهديدات رجال الدين و قادة الحرس الثوري الإيراني السابقة بقدرتهم على ضرب الأسطول الأمريكي في الخليج واستهداف حاملة الطائرات لينكولن بالصواريخ الإيرانية وسبقها إعلان الحوثيين غير مرة عن ضرب الإمارات بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة.
ترشح عدة احتمالات من بينها أن تكون التفجيرات مفتعلة لتحريض أميركا أكثر على إيران كما أن جهات قريبة من إيران أو قريبة من التنظيمات الجهادية على غرار القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية قد تكون وراء ما جرى للسفن الإماراتية لكن الاحتمال الأرجح أن أذرعا إيرانية أرادت توجيه رسالة مفادها أن الإمارات ليست بعيدة عن الفوضى وهي تدفع كلفة سلوكها بالمنطقة حيث إنها ضالعة في كثير من الملفات مثل حصار إيران والحرب في اليمن وليبيا فضلا عن دورها في إجهاض الثورات.
وحول آلية التفجير وتوقيته لم تتضح الصورة بعد غير أنه يمكن استبعاد أن تكون السفن قد تعرضت لقصف أو هجوم صاروخي ومن المرجح أن يكون قد تم إدخال متفجرات إلى السفن المستهدفة وفق خطة مدروسة وليس أدل على ذلك من أن التفجيرات لم تكن قوية ولم تؤدي إلى تدمير السفن بالكامل أو مقتل أشخاص أو تسرب نفطي هائل كما أنه جاء في وقت حرج للغاية وأن من اختار تنفيذ هذا الهجوم كان قاصداً به ولم يأت صدفة فقد جاء في قمة التوتر والحرب الكلامية بين إيران من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى وبعد يومين أو أقل من تحذير أمريكي من مثل هذه الهجمات.
لا يمكن التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور خلال الأيام القادمة كون الغموض هو سيد الموقف حول التفجير إلى الآن ولكن ما يمكن إدراكه ربما أن هناك أطرافا تريد استثمار هذه القضية عن طريق مخربين في إطار التصعيد مع إيران أو لكي تدفع الإمارات لاتهام إيران وتوريطها في حرب مع الولايات المتحدة الأمريكية ومن ثم تكون بداية لتحول إستراتيجي وخطير في المنطقة.