كتب لزهر دخان
كان من المتوقع أن تتحرك جهات عدة داخل الولايات المتحدة الأمريكية وفي خارها. لتسعى إلى نزع يد أمريكا من يد حركة طالبان. التي قد تحصل على صفة شرعية داخل أفغانستان والعالم. إذا نجح مبعوث البيت الأبيض إلى أفغانستان زلماي خليل زادة في تحقيق أهداف خطة الحكومتان الأمريكية والأفغانية الرامية إلى التوصل إلى إتفاق مع طالبان تكون الحركة بموجبه موافقة على أداء حكومة أفغانستان بشرط إنسحاب كل القوات الأجنبية من البلاد.
ومن بين ردود الفعل الأمريكية إعلاميا قرأنا تقرير وكالة “بلومبرغ” الأمريكية الذي ذكرت فيه (أن الاتفاق المزمع توقيعه بين الولايات المتحدة وحركة “طالبان” من شأنه أن يضفي الشرعية على “الجماعة الإرهابية”.وهذه الشرعية بالنسبة لآعداء طالبان قد تكون سببا في الإبقاء عليها داخل أفغانستان وخارها بدون مواصلة لمشاريع إستئصالها والقضاء عليها .
وقال تقرير الوكالة الأمريكية أن الفائدة الأمريكية الكبيرة من الإتفاق في ظل وجود الحركة المتطرفة على مائدة المفوضات .لا يوفر لآمريكا إلا إمكانية تحقيق أمن جنودها عندما يتم سحب القوات الأمريكية من أفغانستان في سنة 2020 م . ويبقى هذا المكسب الكبير غير كافي لتكون طالبان مقابله حركة شرعية. وهذا حسب رأي الوكالة
التي قالت أيضا في تقريرها ما أشارت به إلى أن سحب القوات الأمريكية سيعطي ترامب فرصة للظهور وكأنه ينهي أطول حرب أمريكية . على الرغم من وجود احتمالية عودة أفغانستان إلى ملاذ آمن للمسلحين.
أما وسائل إعلام أفغانستان فهي ورغم صغر حجمها دوليا في مجال الصحافة والتأثير على الرأي العام. تبقى في هذا الملف بالذات ذات قيمة كبيرة . وقد تمكنت صحيفة “تولو” الأفغانية مثلا من حوار المبعوث زلماي خليل زادة في هذا الشأن فقال لها: إن الاتفاق المقترح سيتطلب من الولايات المتحدة سحب قواتها من خمس قواعد في أفغانستان خلال الأيام الـ 135 المقبلة.
وللإشارة تأتي هذه المفاوضات مع طالبان بعدما أعادت الحركة إحكام سيطرتها على حوالي 45 بالمئة من أراضي أفغانستان. التي إستعادتها بقوة السلاح وبفضل عمليات إنتحارية كانت بدون هوادة ضد القوات الأجنبية وقوات أفغانستان النظامية . وتريد الولايات المتحدة سحب ما لا يقل عن 13 ألف من جنودها عن طريق تطبيق خطة الإنسحاب التدريجي . وهذا بالتعاون مع حركة طالبان التي تعهدت بعدم إخضاع الأراضي الخاضعة لسيطرتها لسيطرة الإرهابيين .
يذكر أن طالبان كانت قبل 18 سنة تسيطر على كل أراضي أفغانستان. وهذا قبل غزو أمريكا للبلاد وإحتلالها وإسقاط نظام حكم الحركة الإسلامية المتطرفة . وكان الغزو آن ذاك بقيادة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش على خلفية أحداث الحادي عشرة من أيلول سبتمبر 2001م.