في مواقف معاشه مختلفة سواء كان ذلك في العمل أو في الحياة الشخصية والاجتماعية، نعيش معارف ومشاعر وتصدر منا سلوكيات ومواقف مختلفة، إما أن ندركها ونميز فيها بشكل سليم ودقيق وإما ان نعاني صعوبة في الادراك والتعرف وتحديد المشاعر، وفي حال عانينا صعوبات في الادراك والتعرف على الانفعالات فهذا يعني أننا نعاني من الالكسيثميا أو البلادة الوجدانية، فالغالب علينا وفي تنشئتنا الاجتماعية في مصر والبلاد العربية أن نعيش الانفعالات والأحاسيس دون أن نكَون معرفةُ لغوية عنها أو ما يسمية دكتور علاء الدين كفافي فقر المعنى في قاعدة البيانات الوجدانية الموجودة داخل الذهن.
البناء النظري للألكسيثميا :
مكونات الالكسيثميا….
صعوبة تحديد الأحاسيس: وهو نقص كفاءة الشخص في تحديد أحاسيسه والغالب على هذه الأحاسيس كونها اعراض جسمية يغيب عنها قدرة الفرد على اعطاء معاني لهذه الأحاسيس.
صعوبة وصف الأحاسيس:
يشير هذا المكون الى نقص الكفاءة فيما يتعلق بالتعبير اللغوي عن الأحاسيس ويعود ذلك الى هيمنة النشاط العصبي الفسيولوجي على الاستجابات.
التفكير المتوجه نحو الخارج:
يشيرهذا المكون إلي نقص الكفاءة التأملية لدى الشخص وبالتالي يتوجة تفكيره للخارج لنقص كفاءته في تحديد ووصف احاسيسه.
ومن دراسة سابقة قام بها فؤاد الدواش 2004 أحس أن عملية التنشئة الاجتماعية تركز على المعلومات المنطقية وطريقة التصرف والمعايير الصائبة والخاطئة وان اهتمام الوالدين داخل الأسرة بإكساب أبنائهم بنية معلومات وجدانية مسألة تكاد تكون قليلة جدا، ويبدو أن الثقافة العربية والإسلامية بشكل عام قد ركزت على الانفعال كخبرة مُعاشه أكثر من بث معارف وجدانية في النشء بحيث تكون عونا لهم على تعقل الانفعالات واستخدامها الاستخدام الأمثل في مواقفها المختلفة، وحتى المدقق في الكتب التراثية يجد أن مناقشة الانفعالات والأحاسيس أخذت اتجاهين أحدهما علاقات الحب بين رجل وامرأة، أو الحب داخل الأسرة على سبيل البر والصلة دون التوسع بشكل كبير في تحديد ووصف وتلقين الانفعالات بدجاتها المختلفة وصورها وطرق توظيفها ودون التركيز على اللغة الانفعالية كجزء واضح وحيوي من لغة الحياة اليومية.
وأشار تايلور أن الوعي الشخصي وطريقة التعبير عن الانفعالات أو الاحاسيس يمثلان المكون المعرفي لنظام الاستجابة الوجدانية وعلية فإن القصور في الوعي الشخصي وضعف قدرة التعبير يؤدي بالشخص الى البلادة الوجدانية فاللغة هي وعاء الفهم والادراك فهناك لغة انفعالية مثلها مثل اللغة المنطقية .
إلى لقاء آخر ومقالة نفسية جديدة🖐