كتبت/ إيمان يسري
الأذن تعشق قبل العين أحيانا!!
هذه المقولة تعبر عما هو متعارف عليه بالنسبة للوقوع في الحب عند المرأة كما هو معروف لدى الجميع تقريبا أن المرأة تقع في حب الرجل من خلال أذنيها وهذا من خلال ما يقوله لها الرجل من كلام ساحر وجاذب – وكاذب أيضا. أما الرجل فيعشق بعينيه وهذا من خلال ما يراه من الأنثى الحسناء من مفاتن أنثوية بارزة وأغلبها تكون جسدية بالطبع!
وهنا يكمن التساؤل؛ هل المعنى المتعارف عليه لهذه المقولة يعبر عن حقيقة الواقع الذي نعيشه الآن؟ أم أن لهذه المقولة معان أخرى لم يدركها تفكيرنا بعد؟
جميعنا يعلم ما توصل إليه علم التجميل الحديث الآن وأن استخدام أدوات التجميل لم يعد قاصر على النساء فقط ؛ بل أصبح الجمال سمة يتميز بها رجل عن غيره بل وميزة تضيف إليه عند الدخول في علاقة حب أو زواج. حيث إن العصر الحالي -المتطور كثيرا عن غيره من العصور السابقة- أصبح يشهد الكثير من طرق و وسائل مختلفة للتجميل يستخدمها كلا من الرجال والنساء للظهور بالمظهر الجذاب الفاتن لكي يفتن كلا منهما الطرف الأخر ويجعله يقع فريسة للحب من النظرة الأولى!
ولكن هل ما زال الجمال قاصرا فقط على المرأة؟؟ أوجه هذا السؤال لكلا الطرفين أي الرجل والمرأة .. هل أنتى كأمرأة ستقبلين بزوج أو خطيب ميسور الحال ماديا ولكنه ليس -چان- أي مفتول العضلات ولا يتجمل من أجلك من حيث طريقة حلاقة شعره وذقنه وغير ذلك؟؟
وهل أنت كرجل ستقبل بأن تتزوج من فتاة ليس لها شفااه ضخمة وصدر منتفخ بارز ووجه ممتليء بالمكياچ كالحسناوات التي تراهم بالليل والنهار من فاتنات ساحرات في شاشات التلفاز ؟؟
كل ما أريد قوله من خلال كل هذه التساؤلات أن الإتجاه السائد الآن يدل على عكس هذه المقولة تماما أي أنه هذه المقولة ستتحول إلى (العين تعشق قبل الأذن بالتأكيد!!!)
ولكننا نسينا أن الأذن لا تكذب أبدا ؛ نعم الأذن لا تكذب أبدا. لأنها تستمع لصوت الشخص بل وبالأحرى تستمع لما يقوله قلبه وليس لسانه فقط؛ وأن المظاهر في معظم الأحيان -بل وأغلبها- تكون خاادعة وكااذبة بل و تعتبر أيضا مجرد غطاء خارجي يداري عيوب الشخصية ونواقصها. ولذلك لابد أن نلتفت جميعا بآذاننا -وليس بأعيننا فقط- للشخص الحقيقي الذي يتحدث من وراء هذا المظهر الجذاب أو الملابس الفاتنة. ولابد أن نستمع إلى الصوت الذي يتحدث بآذان صاغية و قلوب واعية لكي نستطيع أن نرى ما وراء هذا الجمال الفتان والمظهر الخداع ولكي نتمكن من تكوين الحكم الصحيح على الشخصية التى نتحدث إليها.