علاء سليمان
الجغرافيا علم يزخر بجباله وسهوله وأنهاره، وهو علم متجدد ومتطور بجزأيه البشري والطبيعي، والجغرافيا ليست مجرد علم بل هي فن فمنها اقتبس الشعراء صورهم الجميلة، وهي الاقتصاد والاجتماع وهي كذلك الحساب.. بهذه الشمولية يرى المعلم أحمد النعيمي مادة الجغرافيا، وقد عبر عن حبه الشديد للمادة بتحويل أساليب تدريسها من التقليدية إلى الإبداعية إذ يحث طلابه على ابتكار وسائل تعليمية تفيدهم في فهم المقرر فهما راسخا، وتحول الطالب من متلق إلى عنصر فاعل في العملية التعليمية، متوجا ذلك بإطلاق برنامج “الإبداع في الجغرافيا”.
يقول ” علاء سليمان ” مدرس الدراسات الاجتماعية بمدرسة منسافيس الاعدادية ومدرس الجغرافيا بمدرسة ابيوها الثانوية بادارة ابوقرقاص التعليمية ان الشرارة الأولى التي دفعته إلى التفكير به. “لأنني كنت طالبا في المدرسة، وأعي جيدا تفكير الطلبة، وكيف يجدون صعوبة في حفظ المعلومات النظرية، ويشعرون بأنها عبء ثقيل عليهم، وبمجرد انتهاء امتحاناتهم النهائية فيها ينسونها أو ينتهي ارتباطهم بها، فكرت بعد أن أصبحت مدرسا لمادة الجغرافيا أن أغير الطريقة النمطية في تدريس هذه المادة والتي يعمد فيها المدرس إلى إحضار وسيلة تعليمية جاهزة مثل الخريطة أو مجسم الكرة الأرضية ونحوه ليستعين به أثناء الشرح، وذلك بأن يقوم الطالب بنفسه بصناعة هذه الوسيلة التعليمية من مواد وخامات موجودة في بيئته، وتم استهلاكها ويراد التخلص منها، ما يعني ربط المادة العلمية التي يدرسها الطالب بحياته وبيئته المحلية عبر تحويلها إلى واقع ملموس يعده بيديه ويقدر قيمته”.
ويوضح ام هذا “البرنامج فرصة كبيرة لاكتشاف مواهب الطلاب في الميدان التعليمي، وتقديم المنهاج المدرسي بصورة محببة ومشوقة للطلاب، وفرصة لاستثمار الطاقات الطلابية، وتوجيهها إلى الجهة الصحيحة، وهو يسعى إلى الخروج من الإطار النظري للمنهاج المدرسي وتحويله إلى جوانب عملية مبدعة يقوم خلالها الطلاب باستغلال الخامات المتوفرة في البيئة، وتحويل الدروس من المواد المختلفة إلى تصاميم متميزة، عبارة عن ألعاب وأشكال تعليمية كهربائية وميكانيكية ووسائل من تدوير النفايات المختلفة والتي ترمى بلا طائل، يصممها الطلاب تحت إشراف المدرس، فنسعى بها إلى إثراء العملية التعليمية، وتشجيع العمل المهني لدى طلابنا، لمحو الصورة المرتبطة بالعمل المهني، وتشكيل وسائل تعليمية من صنع الطلاب، ما يساعد في تثبيت المعلومة بسبب الارتباط الوثيق بين الجانب النظري والجانب العملي، ويصنع علاقة قوية وصداقة حميمية بين الطالب وبيئته، إلى جانب النظر إلى الأعمال المقدمة من هذه الابتكارات بعين التقدير وتعزيز الذات، من خلال تفجير هذه الطاقات لصنع العديد من هذه الإبداعات، ونشرها على مستوى الميدان التعليمي، وإشراك الطلاب بها في العديد من المسابقات التربوية، ما يؤدي إلى بيئة مدرسية جاذبة للطلاب”.