نظم مركز النيل للإعلام التابع لمجمع إعلام أسوان بالأمس ورشة عمل بعنوان الحفاظ على التراث المعمارى للقرى النوبية “غرب سهيل ، غرب أسوان ،جزيرة أسوان ” وذلك بقاعة مركز شباب غرب سهيل ونتقدم بالشكر لمركز شباب غرب سهيل ولمدير المركز الكابتن يحيى على تعاونهم معنا .
وحاضر الورشة فى اليوم الأول الأستاذ أحمد محمود حسين خبير فى التراث النوبى
وكان الجمهور طلاب من مراحل تعليمية مختلفة وأعضاء فى مركز الشباب
وبدأ حديثه بالتعارف بالجمهور ثم تحدث عن النوبة وأنها تقع على ضفتي نهر النيل جنوبا من مصر، ابتداء من مدينة أسوان حتى أعالي النيل، أو قد تمتد إلى منابعه حسب تعريف العصور القديمة، حيث عجز المصريون القدامي عن تحديد بقعة معينة كحدود جانبية لها في ذلك الزمن المبكر.
وقد تميزت الحضارة النوبية بعدة سمات أثرت فيها وشكلتها لتصبح موروثاً حضارياً هاماً أفرزته هذه البيئة الغنية بخيراتها، إلا أنها تعرضت للغرق بعد بناء خزان أسوان، ثم السد العالي، وتم تهجير الأهالي إلى مناطق جديدة مختلفة الشكل وبعيدة عن البيئة الأساسية التي اعتادها النوبيون، مما غير كثيراً من العادات والسمات التي تميزت بها النوبة القديمة، ومن أهم هذه السمات العمارة النوبية وما صاحبها من فنون برزت في التشكيل الهندسي أو النقوش والزخارف على الجدران، والتي قد يظن الناظر إليها من الخارج أنها مجرد أشكال فنية تضفي لمسة جمالية إلى هذا المنزل أو ذاك، ولكن المتعمق سيكتشف أن هذه الأشكال الهندسية والنقوش الزخرفية لها بعد روحاني، بالإضافة إلى كونها فناً جمالياً فقط.
والمنزل النوبي بوجه عام له خاصية فى موقعه وبنائه، فأبواب المنازل دائماً ما تكون مواجهة لنهر النيل حتى يكون النهر هو أول ما يراه الخارج من المنزل، وفي ذلك تقديس وتقدير له.
وتناول فى حديثه أيضاً عن أن للبيت النوبى باب رئيس خاص بدخول النساء والخروج منه، دون المرور بجوار المضيفة، يعرف هذا الباب عند عرب العليقات باسم «نقادة»، وعند الكنوز والفديجا، باسم «السر». ويتجسد عشق النوبى للألوان والزخارف فى تصميم بيته، حيث تزين جدران المنزل من الخارج بنقوش شبه غائرة، تجمع بين الأشكال الهندسية، وصور الكوكب والنجوم.
كما يلجأ النوبى فى تزيين بيته لاستخدام أطباق خزفية ترشق فى الجدران، وتحمل غالباً اللون الأبيض أو الأزرق، وهما لونان يحملان دلالات تراثية لدى النوبى، لمنع السحر والحسد.
فن البناء عند النوبى الذى اعتمد فى البناء على الطوب اللبن واحيانا على الطوب النيلى المحروق وهذا ليساعده على بناء القباب والأقواس فى قباب ترتكز على اربع او على ثمان ركائز وهى ملساء من الخارج ومزخرفة من الداخل كذلك يوضح هنا فن البناء فى تقاطع القبو مع القباب بها لنصف دائرية فى حرفية بنائية رائعه تتخذ من الأقواس المستديرة التى تتمشى مع دورانات القباب البسيطة للمداخل الخارجية وترتكز على عامود مربع مبنى من الطوب واذا ماتم عمل فتحات على الجدران الخارجية فهى فتحات صغيرة وضيقه وذلك لحجب اشعة الشمس وتسمح للتهوية والأضاءة وحتى تحافظ على حرارة المنزل صيفا وشتاء .
نظم الورشة فى اليوم الأول أحمد عبد الحميد الجميلى أخصائى الإعلام بالمجمع وتحت رعاية وإشراف الأستاذة مها محمد خليل مدير المجمع والأستاذ أشرف محمود عبد الرازق مدير عام إعلام أسوان والبحر الأحمر .