بقلم هشام صلاح
المعلم ما أجل وأعظم رسالتك وماأبهى صورتك ، لكن – ومع شديد السف – شاهدت منذ أيام ما هالنى وأصابتى بالذهول حد الفزع حين طالعت صورة نشرت لبعض المعلمين برفقة مديرمدرستهم وهم يمسكون بممسحة ومكنسة لينظفوا المدرسة والغريب أنه لم يجد أحدهم أى غضاضة أو حرج فى نشر تلك الصورة على صفحات التواصل وكأنهم مقتنعين بما يقومون مؤمنين بما يفعلون
أجد حيرتى – ودهشتى ماثلة فى تلكم التساؤلات واسمحوا لى معلمينا أصحاب الصورة أن اطرحها عليكم
– هل ما قمتم به تبغون به وجه الله والتواضع تنشدون ؟
إن كان الأمر كذلك – فلماذا أخذت الصورة وما هدفكم من نشرها !؟
ألم يكن من الأجدر كتمان العمل ابتغاء ثواب الله وجزاءه
– قد يرد أحدكم : نحن نعطى القدوة للطلاب ؟
سيدى : القدوة تعطى والمثل يضرب مع الحفاظ على الهيبة والمكانة ليس كبرا وغطرسة إنما جلالا ووقارا ، فما جدوى القدوة ممن لم يقدر مكانته بينه وبين نفسه
معلمينا أصحاب الصورة سؤالى الأخير
– بالله عليكم هل رأيتم يوما طبيبا ينظف مستشفاه !؟ أو مهندسا يمسح موقعه !؟ أو قاضيا يزيل الغبارعن منصته وقاعته !؟
لا لم يحدث ولن يحدث – لالشىء سوى أنهم يحفظون لمهنتهم هيبتها ووقارها فهم لايمثلون أنفسهم بل ما كلفوا بحمله
نعم – معلمينا نستطيع أن نقدم القدوة فى الخلق القويم فى البذل والعطاء فى الإخلاص والاجادة فى التسامح والخير فى الوقار والحفاظ على هيبة الرسالة وجلالها لا فى مسح وكنس الطرقات وتنظيف الحجرات
واذكر كل معلم وطالب بما روى عن رسولنا الأكرم فى فضل المعلم والعالم :
” ذُكر لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- رجلان أحدهما عابدٌ، والآخر عالمٌ، فقال رسول اللهِ -صلّى الله عليه وسلّم-: (فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلي على أدناكم)
وَفى الأثر رَجَّحَ كَثِيرُ مِنْ الْحُكَمَاءِ حَقَّ الْعَالِمِ عَلَى حَقِّ الْوَالِدِ حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ :
مَنْ عَلَّمَ النَّاسَ كَانَ خَيْرَ أَبٍ
ذَاكَ أَبُو الرُّوحِ لَا أَبُو النُّطَفِ
(( أيها المعلم سنكون خيوطاً في يدك وعلى نولك فلتنسجنا ثوباً إن أردت ، فسنكون قطعة في ثوب العلى المتعالي ))
فالله الله فى معلمينا واحة الأمن وصمام الأمان ورسل السلام ومنارات الضياء لأبنائنا وأمتنا ووطننا