” أنا ” وسيدة القهوة
بقلم هشام صلاح
” القهوة ” ذلك المشروب السحرى الذى أحبه ويحبه الكثيرون فهى رفيقة كل راغب فى تركيزأوقائم على عمل مجهد يتطلب قدرا عاليا من العزلة والانفراد
لكن من عجيب أمرها أننى اكتشفت أن لها بعدا آخر فطبيعة عملى تقتضى منى احتساء بعض منها ودائما ما أجدنى اتناولها إما عن طريق إعدادى لها فى المنزل أو شربها خارج البيت غير أننى لم اكترث كثيراعند طلبها من الخارج فأينما وجتها طلبتها
وبعد جاءت اللحظة الفارقة حين ساقتنى خطاى إلى أن اتوقف لدى سيدة تضع أمامها ماكينة إعداد القهوة فبادرتنى بابتسامة رقراقة صافية فرددت عليها بابتسامة مبهورحد السحر بما أحدثته ابتسامتها من جميل الشعور ـ عاجلتها بطلب قهوتى موضحا لها مواصفاتها وأسررت لها بأن تحفظ مواصفات طلبى لأننى شعرت حينها أننى سأعتاد عليها وإن كان فى حقيقى الأمر أننى رغبت فى ان اطلب منها أن تحفظ على صفحة وجهها المشرق تلك الابتسامة الرقراقة التى ارتسمت عليه منذ أول لقاء معها ،
مرت أيام طوال بصحبة فناجين قهوة من أماكن أخر لكن الغريب أننى شعرت بأن سحرها قد انفك عنى ولم أعد مشدوها إليها منجذبا نحوها
تعجبت لحالى لكننى لم اهتم كثيرا إلى ان حدثتنى نفسى بان اتوجه إلى نفس المكان ونفس صانعة القهوة التى ما إن راتنى حتى عاجلتنى بابتسامة قبل السؤال ثم تبعتها بالسؤال عن سبب غيابى الطويل ووجهها حائر ما بين شوق سماع الجواب وابتسامتها التى لاتفارق وجهها ،
رددت عليها بأننى كنت مريضا بعض الوقت – تناولت من يدها قدح القهوة وما إن سرى بجسدى فعل رشفتى الأولى إلا ووجدت سحرها قد عاد ليملك روحى قبل جسدى ليرق قلبى وتتبدل معه مشاعرى حيث دب النشاط إلى جسدى ، ووجدت أجوب الفضاء همة وحيوية نظرت إلى سيدة القهوة وشكرتها وهممت بالانصراف ما بين سعادة ورجاء أن تدوم لذة القهوة بفمى ، هنا ادركت بالفعل
– لماذا يجب الكثيرون وجه القهوة ، نعم – فالقهوة بوجه باسم مشرق متفائل لها فعل السحر بمن يشربها وعليه أدركت أنه لزاما أن اختار وجه القهوة قبل شربها فوجه القهوة شرط الاستمتاع بها