-
كتبت : أمل عبد المجيد
الأمثال الشعبية القديمة أرتبطت بالكثير من الحقائق والوقائع التاريخية التي أمتدت عبر ألاف السنين، ومع مرور الزمن أصبحنا نرددها دون أن نعلم الأصل التاريخي الذي أرتبطت به أو المناسبة التي ذكرت فيها .
والتي بدورها عكست عادات وتقاليد ومعتقدات الشعوب الأخلاقية والإجتماعية حتي عاشت داخل وجدان الشعوب وعكست ثقافتهم من خلال الموروث الشعبي.فظلت موجودة وموروثة حتي الوقت الحالي.
فنجد المثل الدارج “إن فاتك الميري إتمرغ في ترابه” ويعود أصله التاريخي إلي حقبة الرومان وأصل المثل هو إن فاتك الميره وتعني “القمح” أتمرغ في ترابها ،وكانت مصر تزرع القمح أنذاك للأمبراطورية الرومانية . وكان ممنوعاً علي الفلاح المصري أن يأخذ من القمح الذي زرعه أية حبة وكانت تشون تلك الميرة إلي صوامع ترابية لحين إرسالها للأمبراطورية مترامية الأطراف وإن لم يأخذ الفلاح المصري نصيبه من الميره كانوا ينصحوه بأن يبحث في تراب الصوامع لعله يجد بعض الميره . ومن هنا جاء المثل “إن فاتك الميره أتمرغ في ترابه “.
وكثيراً من يقال للفتيات والسيدات إذا تميزن عن الأخريات “هي علي راسها ريشة” ويعود الأصل التاريخي لتلك المثل إلي الإلهة الفرعونية القديمة ( ماعت) إلاهة الحق والعدالة التي رسمها الأجداد علي جدران المعابد علي هيئة سيدة علي رأسها ريشة نعامة(ريشة العدالة) وظلت تلك الصورة في مخيلة المصريين حتي الأن رغم إختلاف الأزمان والحضارة والعقيدة .
مقولة “التالتة تابنة” وتعود تلك المقولة إلي حادثة إعدام العثمانيين للسلطان (طومان باي ) ففي أثناء تنفيد الإعدام استدار السلطان طومان باي برأسه إلي رئيس المشاعلية وقال له أعمل شغلك فلما وضعوا(الخية )أي المشنقة في عنقه ورفعوا الحبل أنقطع به وسقط طومان باي علي عتبة باب زويلة وعندما ربطوه مرة ثانية أنقطع أنقطع الحبل مرة أخري وفي المرة الثالثة تم إحكام الحبل أي (تبت عليه) فكانت “التالتة تابتة ” كما يقال في المثل الشهير .
كلمة” كوسة” في حياتنا اليومية تستخدم بمعني الواسطة والمحاباة علي حساب الأخرين . وتعود القصة الحقيقية لهذا التعبير إلي عهد المماليك فكانت للقاهرة أبواب تغلق ليلاً ولا يسمح لأحد بالدخول وكان التجار ينتظرون ببضائعهم حتي الصباح حتي يسمح لهم بالدخول وكان يستثني من هذ الإجراء تجار الكوسة لأنها تفسد بسرعة فكان يسمح للكوسة بالدخول من أبواب القاهرة في أي وقت وأصبح تعبير “ماهي كوسة” يطلق علي أي شئ يمر بشكل غير قانوني أوبه نوع من التجاوز .
“أمسك الخشب” هذا المثل له أصل قبطي فالخشب أو الخشبة هي الصليب باللغة القبطية القديمة هي” شي أنؤأف”وتعني الخشبة المقدسة وقد دعا الأقباط القدامي إلي التمسك دائماً بالخشبة المقدسة . لأنها تحفظهم من كل شر فالخشبة المقدسة تمثل البركة والحصانة ، ومن هذا نستنتج أنه يقصد بإمساك الشخص للخشبة إمساكه للصليب وتبركه به .