د.هالة الجبالي
كيف أسيطر على الطلاب
والتلاميذ في صفي؟ السؤال الذي يؤرق كل أستاذ ومعلّمة منذ الأزل ويحاولون استخدام الطرق المختلفة والوسائل المتعددة ويبحثون عن الوسيلة المُثلى والأنسب لهم وللفئة التي يعلّموها سواء كانوا أطفالاً في الروضة أو تلاميذا في المدرسة أو طلاباً في الجامعة.
1 –الخبرة أولاً
تأكد تماماً أن أول ثلاث سنوات من أي عمل هي التي ستحدد مستقبلك وطريقك فيه وأسلوبك في العمل الذي لن يكون من السهل أن يتغير بعد ذلك، لذلك ابذل مجهوداً كبيراً خلال تلك الفترة وإذا كنت قد تجاوزتها سيكون عليك أن تنسى كل ما كنت تفعله وتبدأ من الصفر وهذا يحتاج إرادة كبيرة في التغيير، وضع في ذهنك أن تكون خلالها مجرد طالب تتعلم ممن حولك ومن طلابك أيضاً…نعم من الطلاب فهم الوحيدون الذين يمكن تتعلم منهم كيف تتعامل معهم وفهمك لهم ولما يريدونه منك خلال الدرس سيجعل التعامل معهم وضبطهم أمراً سهلاً وممتعاً.
2 – كن واثقاً بنفسك وقوي الشخصية
لا يوجد مكان لمعلّم ضعيف الشخصية لا يثق بنفسه وبقدراته، ولا يملك أدواته الكثيرة التي تساعده أثناء إعطاء الدرس ويدخل على الطلاب بخطوات مثقلة غير واثقة من مكانها، يقلب الكتاب أمامه ولا ينظر في عيون الطلاب ويتحدث بتلكؤ وجمل غير مترابطة.
يعود سبب هذا إلى مشكلة في شخصية الأستاذ أولاً يحتاج معها إلى إعادة حساباته والبحث عن وسيلة لتقوية شخصيته والثقة بنفسه أكثر وبما يقوم به.
3 – التحضير الممتاز قبل الدخول للدرس
أول وسيلة تساعد المدرس في تقوية شخصيته والثقة بنفسه هي تحضيره الجيد قبل الدخول للدرس وإدخال كل ما يلزمه إلى داخل الصف،
لاحقاً مع الخبرة وتكرار الدروس سيصبح الأمر مختلفاً وأكثر سهولة، لكن في البداية ستجد نفسك تفهم أي معلومة كأنك تتعلمها للمرة الأولى وتبحث عنها على الانترنت لتقرأ عنها بشكل أكثر عمقاً وتشاهد فيديوهات متعلقة بها ربما تساعدك في إعطاء الدرس وإيصال المعلومة للطلاب بشكل أكثر سلاسة.*
4 – تنويع أساليب إعطاء الدروس
الملل هو العدو الأول للطلاب وأول ما يسبب الفوضى في الصف هو تسرب الملل إلى نفوس الطلاب فتختلف ردات الفعل بينهم بين من ينام ومن يشغل نفسه بشيء آخر ومن يحاول أن يلفت نظر الأستاذ ويشاغب ويكلم هذا ويلفت نظر ذاك، وهذا بكل تأكيد يجعلك تفقد تركيزك ويجعل الدرس يفلت من يدك…
قاعدة جميلة (اشغل جمهورك كي لا يشتغل بك) ولا يحدث هذا وأنت تستخدم الوسائل التقليدية في الإعطاء، أن تقف وتلقي الدرس على مسامعهم، لكن عندما تستخدم وسائل التعلم الفعال والألعاب والعصف الذهني وتفاجئهم كل مرة بفكرة جديدة تجعلهم يترقبون ما ستفعله خلال الدرس وينتظرونه بفارغ الصبر.
قد يعتقد البعض أن هذا يعني أن على المدرّس أن يبذل الكثير من الجهد ويبتكر الكثير من الأفكار والألعاب ولكن هذا ليس ضرورياً لأن درساً مميزاً أو فكرة ممتعة كل بضعة دروس ستجعلهم لا يشعرون بالملل ويترقبون دائماً ما ستفاجئهم به.
5 – كن مرحاً معهم واهتم بهم
لا يمكن أن تتخيل ما تفعله ابتسامة جميلة تستقبلهم بها عند الصباح أو تلتقيهم بها في الممرات، أنت لا تريد أن تدخل عقولهم فقط ولكن أن تدخل قلوبهم أيضاً، لأنك تبني نفوسهم وتترك فيهم بصمة وفي شخصياتهم أثراً كبيراً… فكيف يمكن أن تفعل هذا بوجه عابس؟
كن مرحاً معهم وتبادل معهم الأحاديث وتفقد أحوالهم فهذا سيقربك منهم ويجعلهم يقبلون منك أي نصيحة أو واجب تكلفهم به.
6 – اترك مشاكلك عند باب الصف
لا تدخل عليهم وتبدو على وجهك علامات الاستياء من مشادة مع مديرك أو سوء تفاهم مع صديقك أو شجار مع عائلتك، سيعرفون هذا فوراً وسيكشفون نقطة ضعفك فوراً وربما يعملون على استفزازك أكثر، فاترك مشاكلك عند باب الصف وخذ نفساً عميقاً وادخل عليهم بوجه آخر فالمشاكل ستنتظرك حتى تنتهي من درسك وتعطيه وأنت في حالة نفسية مرتاحة، عدا أن عصبيتك ستنعكس بشكل سلبي على سير الدرس وجودته وربما وجدت نفسك تخرج عصبيتك على الطلاب مما يعطي عنك انطباعاُ سيئاً لن تستطيع تغييره بسهولة.
7 – تواجد بين طلابك
*لا تجلس طوال الوقت في الدرس ولا تقف أمام السبورة وأنت تشرح بل تحرك بين الطلاب وانظر ماذا يفعلون وكن قريباً منهم وخصوصاً أثناء النشاطات التي يقومون بها فهذا يقوي علاقتك بهم ويساعد على ضبط الصف وعدم شيوع الفوضى فيه.
8 – قم بعمل إرساءات مكانية وفعلية
الإرساءات أوالارتباطات الشرطية تساعدك كثيراً على ضبط الطلاب في الصف، جرب هذه الطريقة
*أطرح عليهم سؤالاً وستجد أن الجميع يجيب معاً فيصبح الصف في حالة فوضى كبيرة لا تسمع فيها من يتكلم، أرفع يدك وقول لهم الإجابة برفع اليد، قم بهذا عدة مرات وبعدها ترفع يدك دون أن تتكلم فيفهم الجميع القصد… هذه الارتباطات تحتاج بعض الوقت حتى تؤكدها لدى الطلاب لكنها ذات نتيجة مجدية على المدى البعيد، وأنت من تصنعها وتقرر كيفيتها يمكن أن تكون حركة أو وقفة في مكان ما في الصف أو كلمة معينة تقولها تعطي إشارة لأمر محدد.
9 – لا تصرخ… لا تصرخ… لا تصرخ
10 – أحبب ما تعمل… أو اعمل ما تحب
في النهاية… التعليم هي المهنة الوحيدة التي لا يصلح أن يكون فيها من لا يحبها، إذا لم تحب مهنة التدريس ولم يكن الوقوف في الصف والتعامل مع الطلاب أمراً ممتعاً لك ويحمل لك معنى كبيراً وتقوم به بشغف، فابحث عن عمل آخر أو حاول أن تحبه وتقوم به برغبة داخلية وشعور بالمسؤولية… فمكانك كمعلم هو مسؤولية أكثر منها مهنة لأن بين يديك ستبنى أجيال تتأثر بكل فعل تقوم به.