البحرُ يلطمُ وجنتَيّهِ
زورقٌ سماويٌّ يُعانِقُ قلبه
المساءُ يُلمْلِمُ بقايا أشياءه
تمتطي المرأةُ الطويلة
بعضاً منْ حُمرتِها
الطفلُ مازالَ يُكابِدُ
ثلاثةَ وريقاتٍ خضراءَ
كانَ هناكَ ذاكَ الغسقُ ينتظرُ
سوادُ القلبِ لمْ يفارقْ شفتيهِ الغليظتين
اِبتسمَ في أكمامِ قميصه
صُراخُ الدراجة الحمراء
يُحطِّمُ آخر خيوطِ اللقاء
ماذا تنتظرُ أيُّها الرجلُ الأشقر
نسي لمسةَ أسنانِ المُشْطِ الحَمْقى
يهرَعُ لِدَرَجٍ كانَ يئنُّ
لمْ تُسعِفْهُ اللحظاتُ لمُجردِ سؤالٍ مُظلم
قَذَفَ بِالفُرشاةِ في غياهبِ دُرْجِهِ الكئيب
تمْتمَ بكلماتٍ … ثُمَّ مضى
نسماتُ الليل الغارقِ في ظُلمتِهِ
تُدغدِغُ الشَعْرَ الذهبيّ
عيونٌ خُضْرٌ تَرْقُبُ طريقاَ مُنتشياً
الحفلةُ في الضِفّةِ الأخرى تبتدِئُ الأنين
تتكسّرُ بقايا الدربِ الخريفيِّ
تحتَ وقْعِ العجلات …
الدقائقُ تهرُبُ مُسْرِعةً
الغسقُ أعلنَ الرحيل مُنذُ الضربةِ الأولى
اللوحةُ تكادُ تنتهي من نَسْجِ إطارها
المرأةُ تستَعِيدُ ذِكرياتها
بِرفقةِ تَقَلُّبِ المشهد
تُعاتِبُ العيونَ الخُضْرَ
الأنوارُ تختفي منْ رَحِمِ الدراجة
تتسِعُ الأحداق …
العروسُ تَرْفُلُ بِثوبِها الأبيض
الخالُ مازالَ بعيداً
قالتّها إحداهُنَّ دونَ براءة
السماءُ تُبادرُ بالحضور
تتدَحْرَجُ الأماني فوقَ صفيحِ دربٍ
الرجلُ الأشقرُ يَتلمّسُ جَبهتَهُ
بُكاءُ الطفل يخترِقُ الإسفلت
أسطورةُ رَجُلٍ ونُبَاحُ أُنثى
البحرُ يُعاوِدُ لَطْمَ الوجنات
الخالُ لنْ يَصِلَ اليوم …
العرسُ يلتحِفُ حُلَّتَهُ السوداء …