تسأله:
هل هنا شئ بيننا ؟
وتضع يدها نحو قلبه..
يجيبهاونظرته نحو السماء:
نعم، بيننا شئ يختلف، شئ لا يجعلني أفكر في سواه، شئ يجعلني أتنفس بعمق وآخذ من تأثيره الحياة..
شئ يجعل روحي تشتهي رائحة البحر، شئ يشعرني بملمس الرمال تحت قدميّ، شئ يأخذ عقلي من رأسي ويخطف من بين الضلوع الفؤاد..
يلتفت نحوها ويبادلها السؤال، وفوق ثغره تلك الابتسامة التي خطفتها منذ ليال طوال..
تجيبه معاتبة:
وزهور البنفسج التي لا تزدهر على وجنتيّ إلا بالنظر لعينيك،فلا شتاء بعدها يلفحني بزمهريره،ولا صيف تحرقني شمسه،وأنا على أريكة الصمت مازلت وقطرات من روحك تسيل على فمي وتسقيني من الذكريات..
وأنا كلما تعلقت بطرف حكاية
أجدك تنسج قصة أخرى، أذكر في يوم كان لقاؤنا، كدت ألتهم كل ماحولي من
شوارع وأنت ترمي على أذني حروف قصائدك تارة، وتارة حكايات من الماضي، وكأنك وجدت صديقة دربك..
نجوب بين الشوارع وحين أقف امام شئ تسألني: ماذا تريدين؟
وتلتفت بعينيك حولك تبحث عما أرى لتأتيني به كطفلتك في ليلة عيد..
لن أتحدث عن بعض الحروف الخفية بين أناملك وهي تجوب حولي تريدني أنثى..!
وفي نهاية الليل نشتاق
لوسادة تجمعنا، ليس لشهوة نمارسها، وإنما لتكتمل الحكايات، وربما ننسج معا القصائد لتحتوينا لبعض وقت، وحين يقع الفراق نجد ما يبقينا على قيد النبضات..