الأناضول
أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، كان أول من اتصل به ليلة محاولة الانقلاب، لتقديم دعم بلاده لتركيا، مشيرا إلى أن الأمير تميم، كان على اتصال دائم مع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، برت آلبيرق، بتلك الليلة، للاطلاع على التطورات.
جاء ذلك في حوار صحفي له، أجرته قناتين محليتين، أجاب خلاله على أسئلة تتعلق بمحاولة الانقلاب الفاشلة، التي شهدتها تركيا منتصف الشهر الجاري، حيث أوضح أردوغان أن الأمير تميم قال لآلبيرق: “نحن إلى جانبكم في كل لحظة، ومستعدون للقيام بأي شيء يقع على عاتقنا”.
ولفت أردوغان إلى أن أمير قطر بعث بعض الرسائل (لم يفصح عن فحواها) مع وزير خارجيته، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي وصل تركيا السبت.
وأوضح أردوغان أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اتصل به في اليوم التالي (لمحاولة الانقلاب الفاشلة)، ثم زعماء الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، مضيفا: “لكن المتصلين قالوا نهنئكم على هذا الصمود الذي قدمتموه ضد الانقلاب، لكنهم لم يجهدوا أنفسهم بالمجيء أو يرسلوا وزرائهم المعنيين”.
وحول قرارات الحكومة بتوقيف موظفين في القطاع العام عن العمل بشكل مؤقت، أكد أردوغان أن التوقيف المؤقت عن العمل يتم عبر تفعيل الآليات القضائية، وضمن القانون، مؤكداً أنها ستتواصل حتى القضاء على المتورطين.
وحول إعادة هيكلة مؤسسة الجيش عقب محاولة الانقلاب، أشار أردوغان إلى أنهم يعتزمون تأسيس أكاديمية للدرك، تهدف لأن تكون مركزاً لتدريب العناصر، لافتاً إلى أن المرحلة الحالية ستشهد أيضاً إتباع كافة المستشفيات العسكرية بوزارة الصحة التي ستتولى إدارتها وسير عملها.
وذكر أردوغان أنه سيتم إغلاق الثانويات العسكرية، بالتوازي مع منح إمكانية التحاق الطلاب في الثانويات العادية بالكلية الحربية بشكل مريح، مبيناً أنه سيتم أيضاً إنشاء جامعة الدفاع الوطنية، تحوي تحت سقفها الكليات العسكرية البرية والجوية والبحرية، فضلاً عن إلحاق مصانع السفن بوزارة الدفاع.
وشدد الرئيس التركي على أن المرحلة الحالية تشهد مناقشة إمكانية إلحاق هيئة الأركان وجهاز الاستخبارات برئاسة الجمهورية، مع الأحزاب المعارضة، وذلك من خلال حزمة دستورية في حال الموافقة عليها.
وحول منظمة “فتح الله غولن الإهابية”، قال أردوغان إن “ما يحزنني، أن هؤلاء منظمون في الدول الغربية وأفريقيا وأماكن كثيرة، ولا توجد منظمة إرهابية في العالم منتشرة حول العالم مثلهم، ولا توجد منظمة إرهابية ثانية منتشرة في العالم مثل هذه المنظمة، وفي الحقيقة كل مدرسة تقوم بمهمة خلية منظمة إرهابية هناك”.
وأوضح الرئيس التركي، أنهم يخططون للاحتفال بمظاهرات صون الديمقراطية في إسطنبول الأسبوع المقبل، عن طريق تتويجها بليلة مختلفة، يدعون إليها قيادة الجيش والفنانين والرياضيين وقادة الأحزاب السياسية، لتكون بمثابة رسالة للمواطنين، وقال: “إعادة الحياة الطبيعية للبلاد أمر في غاية الأهمية”.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، ليلة الجمعة (15 تموز/يوليو)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة “فتح الله غولن” (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولت السيطرة على مفاصل الدولة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية – غولن يقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1999- قاموا منذ اعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الإنقلابية الفاشلة.